فضاء حر

الجذور الفكرية واستئصال الإرهاب

 

من المقولات التي ترددها بعض الجماعات الاسلامية " أن اليهودي يعطي ولده ما يحب ثم يخفيها عنه ويقول له : محمد هو من أخذها"

وانا أقول لتلك الجماعات أن اليهودي حريص على تنمية فكر صغيره بطريقة سليمة من خلال تعويده على التفكير المنطقي ليبني بذلك مجتمع مُبتكر ومُصَنع , حريص على عدم تأسيس فكر صغاره على معلومات هشة وغير منطقية ,

ماذا لو سأله أين محمد الآن؟

 كيف لميت أن يحضر ويأخذ ما معي؟

لماذا لم تمنعه من أخذ ما أملك؟

هل يختلف محمد عن البشر فيأخذ ما يريد ونحن عاجزون عن منعه؟

أقول لهم نحن فقط من نؤسس فكر أبنائنا على الكذب والاشاعات الغير منطقية لنبني شباب لا يفكر بل يُوجه حسب ما تريده قيادته الحزبية أو الدينية,

نبني شباب يقاتل في صفوف العدو وهو يعتقد أنه ينصر الاسلام كما فعل المجاهدون في افغانستان (الجهاد بالوكالة عن امريكا ضد عدوتها السوفييت ),

نبني شباب ونحمسه بمزيد من الأكاذيب فنقول "أن الحصوة تدمر دبابة " فيتقبلها ويزداد تماسكا وحماسا,

نبني شباب يرى الجنة نار والنار جنة حسب توجيهات تلك القيادات فيمكن له أن يحجز مقعده في الجنة عن طريق تفجير نفسه وقتل أعدادا من أرواح الأبرياء,

اليهودي يخشى من تربية ولده على الحقد حتى لا يزيد مقدار الحماس عن مقدار العقلانية فتنتج نتائج عكسية ,

بل يربيه على تحديد مايريد وفق ما يريده المجتمع فيقوم بتحليل رغباته ثم دراسة العوامل المؤثرة بها بشكل متكامل وترجمة ذلك الى أهداف واختيار الوسائل المناسبة لتحقيق هذه الأهداف مع مراعات الا تتناقض رغباته مع رغبات المجتمع أي في اطار المصلحة العامة والاستمرار ببناء الحضارة التي ينشدونها ,

لذلك عندما تحتاج امريكا واسرائيل أن توجه شعوبها وتقنعها بعمل ما ,لا يكذبون عليها ولا يتلاعبون بعقولها لانهم يحتاجون هذه العقول ويحرصون على بنائها بشكل صحيح,

بل يستخدمون اسلوب (رد الفعل) من خلال استخدام المتمسلمين المتعودين على الطاعة العمياء والمتحمسين لإزهاق ارواح الكفرة, فقد استخدمت اليهود القاعدة عن طريق مندسين اقنعوهم وسهلوا لهم تفجير البرجين ,

ليقنعوا بذلك العالم أن هناك خطر ويجب استئصاله وبذلك دخلت امريكا افغانستان, ثم العراق وليبيا بمبررات مشابهه ,ونهبوا الثروات ليوفروا لمجتمعاتهم حياة هنيئة ويستمروا بالارتقاء بحضارتهم وتدمير الاخرين,

أما تلك الفرق الاسلامية لا تعلم ما تريد فأهدافها يمكن تغييرها من وقت لآخر حسبما يريد المتحكمون بتلك العقول, والحماس كفيل بتحقيق ذلك,

فتقوم غالبا بتحديد أهداف لا تمت للإسلام بصلة كأن تكون الأهداف هو حصد أكبر عدد ممكن من ارواح المشركين (لا انقاذهم بإدخالهم الاسلام ) وإن أدى ذلك الى نقل صورة سيئة عن الاسلام أو تناقض مع الهدف العام وهو ايصال رسالة الاسلام وعدله لإنقاذ البشرية وبناء دولة اسلامية متطورة تصبح نموذج للآخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى